منتديات شراع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شراع

منتديات شـراع منتديات تربـوية وتعليمـية وثقـافية منوعة *** أسسها د/ هشـام سعد زغلـول - جـامعة المنصـورة - مصـر *** تم الإفـتتاح فى 2008/7/1 *** أطيب الأمنيـات بقضـاء وقت مفيـد وممتع **** فى انتظـار مسـاهماتكم ومشـاركاتكم ****
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نص مسرحية " أفواه بلا أصوات "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رامى الشيخ

رامى الشيخ


عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 25/11/2009
العمر : 36
الموقع : ramy19872007@yahoo.com

نص مسرحية " أفواه بلا أصوات " Empty
مُساهمةموضوع: نص مسرحية " أفواه بلا أصوات "   نص مسرحية " أفواه بلا أصوات " I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:11 pm

المشهد الأول :

( يكشف الستار عن إضاءة خافتة تكشف عن نخلة في ليلة عاصفة، أصوات عاصفة و رياح . تدخل إمرأة و قد ظهرت عليها بوادر الولادة. تتألم، تمشي، تتكئ على النخلة . تطفأ الإضاءة .
أصوات عاصفة و رعد يتبعها صوت بكاء مولود، تنخفض الأصوات تدريجياً لتكشف الإضاءة عن توزيع غير منتظم يظهر فيه بعض المؤديين في وضعيات مختلفة يبنون حول أنفسهم أسواراً من الهواء و في منتصف المسرح منصة لإلقاء الخطابات يدخل سعد وهو رجل شاب مبتهج ، مشرق الملامح، أبيض الثياب، تلمع عيناه بالشتياق يحمل كيساً على كتفه) .
سعد : ياااه، ما أجمل الحرية، كنت أتحرق شوقاً لأرى العالم. أنه أكبر بكثير من ذلك المكان الضيق الذي خرجت منه.
( يحيط المكان بنظرات متأملة ) ترى كيف هو هذا العالم ، هل تراه بوجودي عالم ، هل تراه مثلي شاعر حالم ؟.
(( ينهض إحدى المؤديين من وضعيته ممسكاً بورق و يقف على المنصة ليلقي شعراً ( ولكن بدون صوت ) .
سعد : سأبدأ هنا ، فهنا كان نبض الحياة الأول ، سأبني الحاضر هنا و المستقبل .
(ينزل المؤدي الأول ليصعد مؤدي آخر ممسكاً بورقة و يقف على المنصة ليلقي شعراً ( ولكن أيضاً بدون صوت).
سعد:سأزرع الدنيا بزهر الأيام ، و أحول العالم إلى حديقة الأحلام .( يخرج من كيسه حبراً و أوراقاً و يبدأ بالكتابة)
(( ينزل المؤدي الأول ليصعد مؤدي آخر ممسكاً بورقة و يقف على المنصة ليلقي شعراً ( ولكن هذه المرة بصوت مسموعاً ) .
مؤدي 1 : الليل و الخيل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي و أسمعت كلماتي من به صمم
( ينزل عن المنصة )
مؤدي 2 : ( يصعد إلى المنصة ) أنا وريث خــيول بــني أميــة فأجدادي قادوا الجيوش الهاشمية
أرضي كانت بالأمجاد مستبدة لغتي لغة الضاد الذي هو فخر الأبجدية
كنت رمز العز و الفخر فقد ورثت عن جدي الأمجاد الأبدية
( ينزل عن المنصة )
مؤدي 3 : ( يصعد إلى المنصة ) نحن أرض الشعر و الكتاب و الصرف و الإعراب
في عيننا شجاعة بن العاص في قلبنا شهامة الخطاب

( إظلام )


المشهد الثاني :
(( يظهر سعد في طرف المسرح و هو منهمك في الكتابة و المؤديين لا يزالون في وضعياتهم الغير منتظمة يحركون أيديهم كأنهم يبنون أسوار اً حول أنفسهم ، و من أحد مداخل المسرح يدخل حارسان و هما يتحدثان إلى بعضهما في همهمة غير مفهومة و لكنهما سرعان ما يتنبهون لوجود سعد فينظران إلى بعضهما باستغراب )) .
حارس1 : ( للحارس الآخر ) جاءنا ضيف جديد!
حارس2 : هذا ما كان ينقصنا ، ضيف جديد ليقاسمنا الخبز و القديد .
حارس1 : كفاك هراء ، انهض لنعرف من هو و لماذا جاء .( متجهاً إلى سعد كمن يظهر الترحيب ) حيا الله من جاء ، ترى ماذا قذفت اليوم السماء ؟! .
الرجل : أنا ... جذوري قبل ميلاد الزمان رست و قبل تفتح الحقب ، و قبل السرو و الزيتون و قبل ترعرع العشب. أبي من أسرة المحراث لا من سادة نجب ، و جدي كان فلاحاً بلا حسب و لا نسب ، يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب .
( الحراس يتبادلان النظرات ) حارس1 : نراك تنشد ! .
سعد : أعمل على وصف الأحوال و الأشياء .
حارس 2 ( باستهزاء) آآآه ، صناعة هواء .
سعد : بل صناعة العسل من الماء .
حارس 2: ( باستنكار ) و كيف ذلك ؟!
سعد : في شعري يمكن أن ترى القفار واحة خضراء ، و ضيق القبر رحابة السماء .
حارس1 : ( يبتسم بخبث ) يبدو عليك الذكاء . هل تقبل أن نكون أصدقاء ؟ .
سعد : ولكن هل لي بأن أعرف من سأصادق ؟..... من أنتم ؟ ...ومن هؤلاء ( مشيراً إلى المؤديين ) .
حارس 2 : نحن حراس .....
حارس1 : ( يقاطعه ) هذا المكان .
سعد : و مما تحرسونه ؟! .
حارس1 : نحرسه من الطعام لألا يأكل أكثر مما يجب ، و نحرسه من الأخبار و الكلام لألا يعرف و يقول أكثر مما يجب.
سعد : ومن هؤلاء ؟! .
حارس2 : صناع هواء .
سعد : و ماذا يفعلون ؟

حارس2: يعملون .
سعد : بالهواء؟!.
حارس1 : ( يتنحى به جانباً ، وبخبث يقول ) لا تستهزئ بالهواء .
سعد : وهل يعلمون بما هم فيه من غباء ؟ .
حارس1 : يعلمون و لا يعلمون ( يصرفه عن الانتباه للمؤديين ) ترى هل كسبناك صديقاً ؟ .
سعد : وكيف أصادقكم ؟! .
حارس1 : تساعدنا .
سعد : وكيف أساعدكم ؟! .
حارس1 : ( مشيراً إلى المؤديين ) : تعلمهم ، تقنعهم بالاستمرار بعلك الهواء ، بشعرك تجعلهم يرون الماضي و أمجاده ، و يستمرون بالاعتماد على ما لا ينفع من عدته و عتاده ، دعهم يكتبون ، يمجدون و يحلمون ، فإن بعضهم قد بدأ يفقد ثقته بنا . ثم إنك منهم و مثلهم ، صدقني ، سيثقون بك .
سعد : ولكن هذا اغتيال للعقل .
حارس2 : ومن يهتم ؟ .
سعد : أنا أفعل .
حارس2 : أنت ؟! .
سعد : نعم أنا ، شاعر حر لا يرضى بهذا الحال و هذا الفعل .
حارس2 : و ماذا يمكن ان تفعل ؟! .
سعد : أسير بكم حتى نأنس ناراً ترشدكم .
حارس1 : وكيف تفعل ؟!
سعد : أزرع العقول سوسناً و فل .
حارس1 : لم يعد ، ينفع . كلامك هذا لم يعد ينفع ، صادقنا وظف عندنا أشعارك و لن تندم .
سعد : لن أخضع و شعري لن أقدم .
حارس 2 : سيضيق بك الحال .
سعد : لا أهتم .
حارس1 : ستمل ، ستتعب ، لن تجد ما تأكل أو تشرب .
سعد : حتى لو على موتي لن أستسلم .
حارس1 : حسناً كما تريد و لكن لا تشكو و لا تستجيد حين تُملأ عيناك بالصديد .
( يخرج الحارسان )
( إظلام )
المشهد الثالث :

(يدخل الحارسان و الرجل متكئ على الأرض و يكتب و بجانبه كيس أشعاره) .
حارس1: ألا زلت تكتب ، الم تتعب .
سعد : لم أتعب و لن أتعب .
حارس2 : إذاً فليقطع السوط لسانك كما فعل قبلك بأقرانك .
سعد : ( بإصرار) فليكن .
حارس1 : فكر بعقلك ، و لا تدع حماسك يطفئ وعيك ، اتبعنا و ستهنأ .
سعد : لن أبيع أرضي ، زرع أبي و حرث جدي ، ... لن أساوم .
حارس 2 : و بماذا يا مغفل ستقاوم ؟! .
سعد : بصوتي ، بصمتي ، بقمحي ، بملحي ، بجرحي .سأقاوم ، لن أساوم ، لن أساوم .
حارس1 : لا تدع تمردك يعمي قلبك ، فهو لن يكسبك شيئاً ، فعلى أي حال خطاباتك بلا حضور ، و ثوراتك خالية من الجمهور ( بخبث ) فكر في الأمر .
( يخرج الحارسان من أحد طرفي المسرح ليبقى عليه سعد و المؤديين ).
سعد : ( للمؤديين ) : ماذا تفعلون ؟! ألا تعلمون ؟! ألا تفهمون ؟! ألا تنظرون ؟! ألا تسمعون ؟! ألا تشعرون ؟! لما بنظرات عته تنظرون ؟! لما أردأ الأشعار تنظمون ؟! لما أنتم ساكنون ؟! لما تنظرون و لا تعلمون أنكم مستغلون ؟! أنكم أغبياء مغفلون ؟!
مؤدي* : ومن قال لك أننا لا نعلم ، نحن نعلم ، و بكل أحوالنا نفهم .
سعد : إذاً لماذا لا تتحركون فالماضي لن يعود بتمجيده بل بتحويله إلى حاضر ، حاضر مستمر ليمتد و يكون مستقبلاً .
مؤدي* : أنظر ، تأمل حولك ، هل تراهم يقدرون ؟ .
سعد:و لما لا ، فأنتم شعب بالشجاعة المثل فيه يضرب ، و بسماع اسمه في ساحات القتال الكيان من الرهبة يقلب .
مؤدي* : بل شعب إذا لق الحذاء بوجهه ، صاح الحذاء بأي ذنب أضرب .
سعد : كيف تقول ذلك و أنت واحد منهم أوضح لي ذلك .
مؤدي* : و ماذا عساي غير ذلك أقول ، فهذي جذوري ، شعبي و لغتي ، فكيف أوضح فعلهم ، ترى هل في الشعر إيضاح ؟.
سعد : مال العروبة تبدو مثل أرملة ، أليس في كتب التاريخ أفراح ؟! .
مؤدي* : حملت شعري على ظهري فأتعبني .
سعد : و ماذا يبقى من الشعر حين يرتاح .
مؤدي* : يبقى الصمت ، و لطالما كان الصمت للهناء مفتاح .
سعد :و الشعر ماذا سيبقى من أصالته ، إذا تولاه نصاب و مداح ؟!.
مؤدي* : و كيف نكتب و الأقفال في فمنا ، وكل ثانية يأتيك سفاح .
سعد : معاً سنقاوم السفاح ، و النصاب و المداح ، سنمجد الحاضر ليفخر به أبناؤنا و حينها سيكون لنا الحق في
أن نكتب ونعمل ، و نبني معاً حجارة المستقبل .
مؤدي* : لا تتأمل ، فنحن أضعف من أن نسير فوق الشوك والزجاج ، ونحن لسنا أكثر شجاعة من أنثى الدجاج ،
لساننا مقطوع ، و خبزنا مبلل بالخوف و الدموع ، إذا تظلمنا إلى حامي الحما قيل لنا ممنوع ، إذا
تضرعنا إلى رب السما قيل لنا ممنوع ، إذا هتفنا يا رسول الله كن في عوننا ، يعطوننا تأشيرة من غيرما
رجوع ، إذا طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة أو الوصية الأخيرة قبل موتنا شنقاً و صلباً و رمياً غيروا.
الموضوع ، لا تحاول ، ابحث عن غيرنا لهذا المشروع
سعد : يا أيها السذج الجياع ، عشتم في ظلام عقولكم فصرتم تخافون الشعاع ،
صرتم عبيداً للرعاع ، ألبستم شعركم مئة قناعٍ و قناع .
اخرجوا من ظلامكم ، اذكروا كبرياءكم ، حرروا دفاتركم أصابعكم و أقلامكم ، انظروا أبناءكم ماتوا
بكبرياء ، ثيابهم ملأى باللحم و الدماء ، ماتوا لأنهم حلموا برغيف خبز أو بماء ، ثارت لحالهم السما فبكت
دماً سحب السماء ، و أنتم لا زلتم هنا تتناقلون حكايات الأجداد الأولياء .
انهضوا ، تحركوا، تمددوا ، تجددوا ، تمردوا على من تكبر ، تجبر ، تأمر ، تعذر لا تهدؤوا تحركوا تحركوا .
( يدخل الحارسان فيهدأ الوضع ، يلقي الحراس بقطع من اللحم النيء للمؤديين فلا يأكل سوى القليل على غير العادة ، و لكن الحراس يتجاهلون الأمر )
حارس 1: ( للمؤديين ) و الآن أتحفونا ، بشعركم أطربونا .
مؤدي* : ( يصعد إلى منصة الإلقاء ) يا أيها المارون بين الكلمات العابرة ، احملوا أسماءكم و انصرفوا ، و خذوا ما
شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة ، و خذوا ماشئتم من صور لتعرفوا أنكم لن تعرفوا ، كيف يبني
بيت من شعرنا سقف السماء ، مصصتم من نخاع عظامنا الدماء ، سلبتم منا حتى الكبرياء ، و عدتمونا
باهناء و الرخاء ، ولم نرى منكم حتى الخبز و الماء ( ينزل )
( ينظر الحارسان إلى بعضهما بدهشة غاضبة ، يبتسم سعد بفرح )
حارس1 : هذا كثير ، من علمك الصرير ، لقد كنت قبل قليل في ظلنا هادئ قرير ، من علمك أن تثور و متمرداً
تصير .
حارس 2 : إنه الضيف الجديد ، علمهم التمدد و التجدد و التمرد ، هدم ما بنيناه في دهور و خططنا لبقائه إلى أبد
العصور .


حارس1 : ( لسعد بغضب ) هذا كثير ، لقد عرضنا عليك الذهب و الحرير ، و البستان الزهير ، و الماء و الخرير ، لكنك اخترت الصرير ، افسدت قططنا الأليفة ، فصارت ذئاب ،ظهرت لها الأنياب فصريرك غاز خطير .
حارس 2 : غيرنا الصفقة ، لا نريد أشعارك ، أتحفنا بصمتك و سنعفي عن تمردك و أخطائك .
سعد : ( بإصرار )لن أصمت ؛ فالصمت سجن ، من رحم الحرية خرجت و ولدت ، وفي رحم الحرية سأعيش ، أو
في رحم الحرية سأموت .
حارس1 : (وقد شاط الدم في رأسه ) إن كلامك مثير ، ولكنك خطير ، خطير ، لن نسمح لقططنا الأليفة مثلك أن
تصير ، فأنت خطير، خطير، خطير .

(إظلام )


( المشهد الرابع " الأخير " ):

( تكشف الإضاءة عن المسرح و قد تدلت منه المشانق ، و في الخلفية تظهر مجموعة من الصلبان التي تظهر فيها مجموعة من الدمى على شكل أجساد مصلوبة ، و تظهر النخلة التي ولد عندها سعد في نفس الماكن التي كانت به في المشهد الأول وقد صلب عليها سعد ويظهر متسخ الثياب ، شاحب الوجه )

( صوت ناي حزين بيدأ واضحاً ثم ينخفض تديجياً ليظهر صوت في الخلفية )

صوت الخلفية :

قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ،قتلناكَ.. ليسَ جديداً علينا اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ فكم من رسولٍ قتلنا.. وكم من إمامٍ.. ذبحناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ، فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ وأيامُنا كلُّها كربلاءْ.. نزلتَ علينا كتاباً جميلاً ولكننا لا نجيدُ القراءهْ.. وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ ولكننا.. ما قبلنا الرحيلا.. تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ.. تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ و تعرى.. وتشقى.. وتعطشُ وحدكْ.. ونحنُ هنا نجلسُ القرفصاءْ، نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ،ونحشو الجماهيرَ تبناً وقشاً ونتركهم يعلكونَ الهواءْ، قتلناكَ..يا جبلَ الكبرياءْ وآخرَ قنديلِ زيتٍ.. يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ
وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ، قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا وقُلنا المنيَّهْ ، لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟ فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا.. سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ.. رميناكَ في النار حتى احترقتْ، أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ
لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ.. لماذا ظهرتْ؟ فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ، ونحنُ التقلّبُ..نحنُ التذبذبُ.. والباطنيّهْ..
نُبايعُ أربابنا في الصباح..ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ.. قتلناكَ..يا حُبّنا وهواناوكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ، وكنتَ أبانا.. وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا بأنّا قتلنا مُنانا..وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ..كانتْ دِمانا
نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا..أعدتَ إلينا صِبانا ،سافرتَ فينا إلى المستحيل وعلمتنا الزهوَ والعنفوانا.. ولكننا
حينَ طالَ المسيرُ عليناوطالتْ أظافرُنا ولحانا قتلنا الحصانا..فتبّتْ يدانا..فتبّتْ يدانا.. أتينا إليكَ بعاهاتنا..وأحقادِنا.. وانحرافاتنا.. إلى أن ذبحناك ذبحاً بسيفِ أسانا،فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ.. وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا.


( إعتام )



( لا تتعب نفسك أبداً بمحاولة إشعال شمعة في في ظلمة ليلة عاصفة فمهما تعبت في أشعالها و مهما حاولت مرات و مرات ستأتي ريح هادئة و تطفئ شمعتك الواهنة بال أي رحمة كما لا تحاول أن تتفاءل أو تتخيل خطوط الظلام ألواناً أو الثلج دفئاً و ناراً فإنه ليس سوى محض سراب و سرعان ما تكتشف ذلك و عندما تفعل ستعود أكثر حزناً و ألماً فلا تحاول و لا تحاول أن تجادل فليس لألمك معادل و لا بَذْلـُكَ في الظلام أبداً متبادل اهدأ و لا تجادل اسكن في ظلمتك و لاتحاول أبداً إشعال شمعتك في ظلمة لن تقدر أبداً مروءتك
فتلبد و تجمد و تبدد و تقييد اهدأ و لا تعدد أو اصبر إلى أن تجد ظلمة أخرى تستحق من روحك المقتولة أن تتجدد))


" أعد قراءة المسرحية كلما فكرت بأن تشعل شمعتك ، و حين ستنتهي من قراءتها تأكد من أنك ستغير رأيك "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نص مسرحية " أفواه بلا أصوات "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شراع :: المنتديات الإعلامية :: المسرح التربوى التعليمى-
انتقل الى: