شريف738
عدد المساهمات : 356 تاريخ التسجيل : 18/11/2008 العمر : 36
| موضوع: أراء الـنـقــاد في يوربيديس الجمعة نوفمبر 20, 2009 6:53 am | |
| أراء الـنـقــاد
مما يثير دهشتنا أن معظم النقاد المعاصرين ليوربيديس لم يعجبوا ولم يرضوا أبدا على التغيرات التي أجراها يوربيديس سواء في الشكل أو في المضمون بل وصل بهم الأمر لدرجة أنهم اعتبروه هو المتسبب في انهيار الفن التراجيدي ولكن سرعان ما تحول به الأمر بعد ذلك وانقلبت الموازين والمعايير وذلك إبان العصر الهلينستي أي تقريبا بعد عام 3000 حتى نهاية القرن الأول حيث تم اعتبار يوربيديس هو أفضل الشعراء التراجيديين وان كانت شعبيته مابين الصعود والهبوط بين الحين والأخر . حيث اعتبره البعض انه ضل طريقه في الحياة ولذلك السبب انشغل في نظم الشعر التراجيدي , وبالطبع كان وراء ذلك التيار الناقد الكبير اريسطوفانيس ولكن رغم كل ذلك استمر إلى العصور التالية له والدليل على ذلك تأثيره الواضح عل كل من سينكا وراسين , وبذلك شق يوربيديس طريقه إلى مسرح عصر النهضة والعصور الحديثة وهذه المكانة لم يصل إليها احد من الشعراء التراجيديين المعاصرين له أو السابقين عليه . ومن ابرز الانتقادات التي عانى منها يوربيديس القول : 1-بأنه اظهر شخصياته أكثر تشبعا بالشر مما هم عليه من الأساطير أو حتى أكثر مما تقتضي الواقعية الغنية . وقيل أيضا : 2-انه سلط الأضواء الساطعة على الجانب الوضيع للنفس البشرية . ويكفي للإجابة على كل من قام بتوجيه هذه الانتقادات إليه ان يوربيديس قد صور في مسرحياته شخصيات شريرة مثل ليكوس في " هرقل مجنوانا " ومينلاوس في " هيليني " وفي نفس الوقت صور شخصيات مخلصة وامينه مثل شخصية الكيستيس التي اظهرها في صورة الزوجة الوفية النادرة التي لايوجد لها مثيل , وايضا شخصية هرقل في " هرقل مجنونا " حيث صوره في صورة بطل عظيم ويتمتع بالفضيلة . خلاصة القول ان يوربيديس قد مزج في مسرحياته بين عنصري الخير والشر , الحب و الكراهية , النبل والخسة . فمن الطبيعي ان يشير الى كل الشخصيات التي قد يواجهها الانسان في أي مجتمع حتى عصرنا هذا . وهذا لا يؤخذ عليه بل يعتبر دليل على قدرته في الابداع والتصوير والبناء الدرامي لديه . وايضا من الانتقادات التي وجهت اليه : 3-انه قام بافساد التراجيديا وافقدها رونقها وجمالها بما ادخله عليها من واقعية حطمت الهالة الاسطورية لابطاله وشخصياته . وان كان قد اشار البعض بان المشاهدين والنقاد في عصره لم يتقبلوا واقعيته الا اننا نجد ان هذه الواقعية قد قربت اليه نفوس الاجيال التالية بل والينا نحن المحدثين . وهذا يجعلنا نقدره على جراته وتمرده على معتقدات زمانه , ولعله من الجدير بالذكر ان الواقعية الملموسة في مسرحياته ليست واقعية فوتوغرافية ولكنها ذات طابع شعري خيالي . ومن أهم الاتهامات التي وجهت إلى يوربيديس والتي أثارت الكثير من الجدل حول شخصيته قضيتان ألا وهما . 1 – اتهامه بأنه كان عدو للمرآة , 2 – اتهامه بالإلحاد أولا : اتهامه بالإلحاد وينبغي علينا في بادئ الامر ان نتناول نقطة الالحاد لان هذا الاتهام اتهام خطير يجب ان نوليه بعضا من الاهتمام حيث انه قد اشيع عنه انه ملحد يقوم باغراء الناس على الاعتقاد بعدم وجود الالهه . حقا ان معظم مسرحياته بها الكثير من الاشارات التي تساعد على ترويج هذه الشائعة , التي صدقها بعض النقاد المحدثين حيث اخذ النقاد على يوربيديس الكثير من المسرحيات التي اساء فيها الى الالهه . فنجد مثلا مسرحية ايون التي تعتبر خير شاهد على ذلك , فهي مليئة باشد انواع الهجوم على الاله ابوللون الذي يغتصب امراه وينجب منها ثم يتخلى عن الام ويحرمها من ابنها بل ويقرر ان تقضي بقية حياتها عاقرا . ولكننا اذا امعنا النظر في اعمال يوربيديس نجد انه على العكس تماما انه لم يكن ملحا بل يؤمن بالالهه ايمانا تاما . فمثلا اذا اتجهنا بنظرنا الى مسرحية الكترا نجده يشير الى التضرعات الى الالهه ومدى تقديسها فنجده يقول : " أي زيوس , يارب اجدادي يا مبيد اعدائي , الطف بنا أي هيرا يا من تسيطرين على مذبح ميكيناي , انصرينا .... الخ " ونجده في اشارات اخرى يقول " لاينبغي ان نسئ الى نبؤه الاله أبوللون " وفي موضع أخر يقول : " اللهم أعني يا زيوس العظيم ..... الخ " . ولا يوجد شئ ادل على ايمانه اكثر من الشواهد التي توجد في مسرحيتي هيبوليتوس وعابدات باخوس,فهي خير دليل على ايمان يوربيديس اذ نجده فيهما يصور الاخطاء الناجمه من عدم الايمان بالالهه ويحذر من المصير المؤلم الذي ينتظر كل من يعارض مشيئتهم , فهيبوليتوس قد نزل به ما نزل لعدم ايمانه بالالهه افروديتي , وبينثيوس لعدم ايمانه بالاله ديونيسيوس ومن ثم قام جدل بين النقاد حول تحديد موقف يوربيديس من الهه الاغريق إذ يرى البعض انه كان ينكر وجودها ولا يؤمن بها بل يدعو الى الهه جديدة , مثل الهواء والدوامة . ويرى البعض انه كان يؤمن بالالهه ويدافع عنها , ولكن يبدو ان كلا الرأيين بعيد عن الصواب . حيث ان محاولة تحديد موقف يوربيديس من الهه الاغريق ليس بالامر السهل , لانه ليس داعية دينيا ولا رجل لاهوت وانما هو اولا وقبل كل شئ كاتب درامي بل وكاتب درامي واقعي يصور مايراه ويشعر به في العالم الذي عاش فيه , حيث ان هذا العالم كان ما يزال موجود فيه الالهه بالصورة التقليدية المعروفة التي نسجها خيال مبدعي الاساطير فهذا التصور للالهه لم يندثر تماما من اثينا في القرن الخامس ق . م . بل كان يعيش جنبا الى جنب معا والواقعية واعمال العقل وافكار التخيل والوهم بشأن هذا التصور وهو التيار الذي بداه الفلاسفة والسفسطائيون بصورة خاصة . ومن المعروف ان يوربيديس كان يهتم بدراسة النفس البشرية وكان يصور كل نواحي الضعف والقوة في هذه النفس البشرية اذا كان من الطبيعي ان يهتم بالطريقة التي كان يواجه ويتكلم بها المؤمنون وغير المؤمنين مع بعضهم البعض , حيث صور لنا يوربيديس في مسرحياته العديد من النماذج البشرية المؤمنة وغير المؤمنة , واوضح نموذج لذلك شخصية كريوسا في مسرحية ايون . ومع ذلك فهناك بين ثنايا مسرحيات يوربيديس افكار يمكن ان نعتبرها تعبيرا عن راي يوربيديس الخاص بشأن الالهه , ونعني بذلك تلك الافكار التي يهاجم فيها الخزعبلات والاساطير التي تصور الالهه في صورة غير جديره بهم , وكأنه بذلك ينزه الالهه عن كل مالايليق بها كما في مسرحية " هرقل مجنونا " . وربما يرجع السبب في اعتقادنا ان يوربيديس هاجم الخزعبلات هو انه تتلمذ على يد بعض الفلاسفة التي كانت تؤمن بهذه الافكار . فاحدهم مثلا عاب وذم هوميروس لانه نسب الى الالهه كل عيوب البشر , وأخر صور العقاب الذي نزل بهوميروس في العالم الاخر لنفس السبب . ثانيا : عداوته للمرآة من المعروف ان للمرأة مكانة في العالم والمجتمع , ووجودها كعامل اساسي في حياة كل رجل , بل وكانت المرأة هي الموضوع الذي شغل بال يوربيديس أكثر من أي موضوع أخر خلال ما يقرب من نصف قرن من فترة عمله الابداعي فمن بين مسرحياتة السبع عشرة التي وصلتنا هناك مسرحية واحدة فقط لا يوجد بها دورا له الاهمية الاولى بالنسبة للمرأة وهذه المسرحية هي " هرقل مجنونا " , وحتى المسرحيات التي كانت تحمل اسماء لرجال كان هناك دور مهم جدا للمرأة . كما هو الحال بالنسبة لدور فايدرا في مسرحية هيبوليتوس ودور كريوسا في مسرحية ايون . ومن ثم فان الامر الذي لاشك فية ان يوربيديس كان مهتما بطبيعة المرأة وسلوكها ووضعها الاجتماعي والضغوط الواقعة عليها من جراء العادات والتقاليد التي أصبحت عقيدة راسخة بالنسبة لكثير من النساء . مجمل القول ان مسرحيات يوربيديس كانت تكشف عن الطبيعة البشرية لكل من الرجل والمرأة , حيث انه كما يوجد رجال طيبين وأخرين قساة , كذلك ايضا النساء وطبيعتهم مثل " فايرا , ميديا , أندروماخي , هرميوني , هيكابي , كليتيمنسترا " وغيرهن كثيرات . فنجد ان معظم الكتاب صوروا المرأة في عالم مسرحياتهم كابطال بينما النساء عند يوربيديس مختلفات وعالمهم ليس بالعالم البطولي بل عالم اثينا في القرن الخامس ق . م , وهو عالم رغم ان المرأة غالبا ما تبدو فيه بلا حماية ضد قسوة الرجل , الا انها في بعض الاحيان تستطيع ان نسيطر عليه كما سيطرت هيكابي المستعبده على أجاممنون القائد المنتصر . ونجد ان يوربيديس صور لنا المشاكل التي قد تواجهها أي امرأة سواء كانت من زوجها " سواء كان هذا الزوج طيب أو شرير " والمشاكل التي كانت تحوم بها من خلال المجتمع الذي كان يحيط بها . المراجع : احمد عتمان – الشعر الاغريقي شريفة سكر -يوربيديس في راي كل من ارسطوفانيس و ارسطوطاليس بالنسبة لعداوته للمرأة فأن يوربيديس لم يكن عدوا للمرأة مثلما صورة أرسطوفانيس بل أنه كانت يصف النساء من ناحية الفضيلة والرذيلة فى بعض المسرحيات يصف الرذيلة مثل مسرحية ميديا , هيبوليتوس , هيكابى , والعديد والعديد أما الفضيلة مثل مسحية أفيجينا فى أوليس , أفيجينا فى تاوريس , الكستيس , أندروماخى فمثلا فى ميديا : صور مشاعر الحسد والكراهية التى تكنها الزوجة للزوجة الثانية مما دفعها الى الأنتقام بالقتل والبشاعة وعاطفة الغيرة تسيطر على عاطفة الأمومة . هيبوليتوس : صور الحب الأثم بين المرأة وابن زوجها ورفض الأبن لهذا الحب مما دفعها للأنتقام منه بوحشية . هيكابى : صور مشاعر الأم التى تريد الأنتقام لثأر أبنها من قاتله .
أما الفضائل : افيجينا فى اوليس : الفتاة التى تضحى بنفسها من اجل وطنها أفيجينا فى تاوريس : الفتاة التى تضحى بنفسها من اجل اخوها الكستيس :الزوجة التى تضحى بنفسها من اجل زوجها لأنقاذ حياته أندروماخى : نرى فيها وجهان لعملة واحدة الزوجة المتهورة التى تعامل زوجها معاملة سيئة بسبب ثروتها وأيضا نجد الزوجة الغير شرعية التى كانت تربى ابناء زوجها بأخلاص وصدق حتى تكسسب حبه وتضحى بحياتها من أجل أنقاذ ابنها
ب | |
|